خالد جولو: 6 مليارات ريال استثمارات «نبراس للطاقة»

qewc News

إغلاق دول الحصار باب الاستثمار أمامنا لن يؤثر على خططنا

نستثمر في مشاريع بقروض مدروسة لا تؤثر على التصنيف الائتماني الاستثمار في مشاريع الكهرباء والماء مكلف وطويل المدى انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة 75% مقارنة بأسعارها قبل 3 سنوات30 % مستهدف الشركة من الطاقة المتجددة من إجمالي الإنتاج

كشف الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة المهندس خالد محمد جولو أن أصول استثمارات الشركة تبلغ 6 مليارات ريال، موزعة على مشاريعها في كل من جمهورية إندونيسيا، سلطنة عمان، والمملكة الأردنية الهاشمية.
وأضاف جولو في حوار لـ «لوسيل» أن إغلاق بعض دول الحصار باب الاستثمار أمام نبراس للطاقة لن يؤثر كثيراً على خططها الاستثمارية، فهناك فرص استثمارية واعدة في مختلف بقاع العالم، موضحاً أن الشركة اعتمدت منذ تأسيسها رؤية مجلس إدارتها ومؤسسيها في توزيع استثمارات الشركة جغرافياً وفنياً، وعدم اعتماد نهج واحد للاستثمار.
وأشار جولو إلى أن هناك تأثيرا محدودا للحصار على المشاريع التي كانت نبراس للطاقة تعتزم تنفيذها أو الاستثمار فيها والواقعة في دول الحصار نفسها.

** تستثمر شركة نبراس في مجال الطاقة عالمياً.. ما العائد على قطر؟

نبراس للطاقة شركة قطرية 100% تمتلك الحكومة القطرية ما يزيد على 70% من أسهمها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لذلك يمكن اعتبار نبراس للطاقة أنها شركة وطنية متخصصة في الاستثمار بالأسواق العالمية في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه.
كما أنَّ نبراس للطاقة هي شركة ربحية تشارك بالمشاريع بأهداف استثمارية وعلى أسس تجارية مدروسة، سواء بما يتعلق بالجدوى الاقتصادية للمشروع أو المناطق المستهدفة، حيث تكون في دول تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي.
ويهدف هذا كله إلى تحقيق عوائد وأرباح بأقل المخاطر الممكنة، بالإضافة إلى جانب العائد المادي، يوجد هناك العائد الفني الذي يتم اكتسابه من خلال المشاركة في المشاريع العالمية والاحتكاك مع المطورين العالميين العاملين في نفس المجال والاستفادة من خبراتهم الطويلة.
ويعمل هذا كله على تطوير خبرات الشركات القطرية الوطنية.

كيف تمكن الاستفادة من المشروعات الخارجية محلياً بالتحديد؟

هناك تواصل مستمر بين نبراس ومالكيها سواء شركة الكهرباء والماء القطرية أو جهاز قطر للاستثمار، حيث إن هناك تبادلا مستمرا للخبرات والمعلومات، وعلاقة تكاملية بين هذه الأطراف.
لذلك فإن الخبرة التي تقوم نبراس للطاقة بكسبها عالمياً، يمكن تعديلها وتكييفها لتتوافق مع المتطلبات المحلية ومن ثمَّ تطبيقها على المشاريع المزمع تنفيذها داخل دولة قطر.

** مقارنة بالشركات العالمية التي تعمل في نفس المجال.. ما الذي يميز «نبراس»؟

تمَّ تأسيس نبراس للطاقة باختيار المؤسسين بعناية، بحيث يساهم كل منهم بخبرته في المجال العامل فيه.
فقد جاء تأسيس الشركة نتيجة لتعاون كيانات رئيسية في دولة قطر، مثل شركة الكهرباء والماء القطرية والتي تتمتع بخبرة تزيد على 25 عاماً في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه وتمتلك «تصنيف ائتماني A1» من قبل شركة موديز للتصنيفات الائتمانية، وشركة قطر القابضة وهي الذراع الاستثمارية لدولة قطر وصاحبة الخبرة في مجالات الاستثمار العالمية.
لذلك فقد توفرت لنبراس للطاقة مقومات أساسية قوية من الناحيتين الفنية والمادية واللتان قد لا تتوفران لدى الكثير من الشركات المنافسة عند تأسيسها.
أضف إلى ذلك السمعة الطيبة التي تتمتع بها دولة قطر مع معظم دول العالم وكذلك العلاقات القوية التي تجمعها مع العديد من المؤسسات والحكومات.
ساهم هذا كله في دعم الشركة ووضعها في موقع مميز على خارطة الاستثمار العالمية في مجال الطاقة.
إضافة إلى ذلك تمتلك الشركة فريقا فنيا وماليا قويا يتمتع بخبرة واسعة في مجال الاستثمار في مشاريع توليد الكهرباء وتحلية المياه، وتمَّ تدعيم هذا الفريق بكادر قطري مدرب وذي خبرة عالية في هذا المجال مما جعله يلعب دورا كبيرا في إدارة الشركة.

** ما هو الداعم الأساسي للشركة للاستمرار؟

بدأت نبراس للطاقة نشاطها في أسواق الطاقة منذ حوالي 3 سنوات ونصف السنة، وهي مدة ليست بالطويلة مقارنة بالشركات التي تعمل في هذا المجال.
لكن ما حققته الشركة من إنجازات خلال هذه السنوات يعد أكبر دليل على نجاح خطة نبراس بفضل الدعم من الشركاء المالكين ونحن واثقون بأننا سنحقق أهدافنا، إن شاء الله.
أعطى هذا النجاح نبراس للطاقة دفعة قوية للاستمرار وتحقيق مزيد من الإنجازات ورفع سقف الأهداف التي نسعى لتحقيقها.

إستراتيجية الشركة

** تهدف نبراس للطاقة إلى امتلاك ما بين 8 – 10 جيجاوات من الطاقة من مشاريع الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة والتقليدية أيضاً.. ما أبرز المشاريع؟ وما النسبة التي حققتموها من هذا المستهدف؟

أود التوضيح هنا أنَّ 8 – 10 جيجاوات هي القدرة الإنتاجية المستهدفة لشركة نبراس للطاقة باستخدام أنواع مختلفة من الوقود مثل الغاز الطبيعي والوقود الأحفوري والطاقات المتجددة خلال العشر سنوات القادمة.
تستهدف نبراس للطاقة أن تستحوذ الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة على 30% من إجمالي الطاقة المنتجة.
أما ما يتعلق بالطاقة الشمسية فإنَّ النسبة المستهدفة هي حوالي 10% من إجمالي استثمارات نبراس للطاقة، ولقد بدأت نبراس بالفعل استثماراتها في هذا القطاع ونأمل الوصول لهدفنا في أسرع وقت.
إضافة إلى ذلك، قامت نبراس للطاقة مع شركائها بتوقيع اتفاقية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لبناء محطة لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في المملكة الأردنية.
كذلك نقوم حالياً بالإعداد للمشاركة بأكثر من مشروع لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة حول العالم.

** هل يمكن أن يؤثر استمرار الحصار الجائر على قطر على مشروعات نبراس للطاقة خاصة التي تعتزمون إنجازها في دول الخليج؟

سوف يقتصر تأثير هذا الحصار على المشاريع التي كانت نبراس للطاقة تعتزم تنفيذها أو الاستثمار فيها والواقعة في دول الحصار نفسها.
أما بما يتعلق بمشاريعنا الخارجية الأخرى فلن يكون هناك أي تأثير لهذا الحصار عليها.
حيث اعتمدت الشركة منذ تأسيسها رؤية مجلس إدارتها ومؤسسيها في توزيع استثمارات الشركة جغرافياً وفنياً، وعدم اعتماد نهج واحد للاستثمار.
وعليه فإن إغلاق بعض دول الحصار باب الاستثمار أمام نبراس للطاقة لن يؤثر كثيراً على خططها الاستثمارية، حيث إنَّ باقي الأسواق العالمية مفتوحة وتوجد بها فرص استثمارية واعدة.

** ما نسبة ما تم تحقيقه على أرض الواقع من المستهدف من إنتاج الطاقة؟

نسير في طريقنا لتحقيق أهدافنا بشكل جيد، فقد حققنا أهدافنا لعام 2015 و2016 من خلال المشاريع التي تم الاستحواذ عليها، ونحن نعمل على تحقيق أهدافنا لعام 2017 كما أننا ماضون في تحقيق أهدافنا لنصل من 8 إلى 10 جيجاوات بعد مرور 10 سنوات من الآن.

** 8 جيجاوات خلال 10 سنوات.. هل ذلك حجم إنتاج طموح؟

بالطبع، فلك أن تتخيل أن حجم شبكة قطر حالياً حوالي 11 جيجاوات وهو إنتاج يتناسب مع الاستهلاك المرتفع، فبعد وصولنا لهذا الهدف سنمتلك حجم إنتاج يقترب من حجم إنتاج شبكة قطر.
وهذه الأرقام تضعنا في وضع تنافسي مع الشركات العالمية الرائدة.

** تركزون على الاستثمار في دول جنوب شرق آسيا.. لماذا؟

هناك عدة أسباب للتركيز على الاستثمار في هذه الدول، أبرزها أن النظام مفتوح لمنتجي الطاقة المستقلين، ويتيح إبرام اتفاقيات شراء الإنتاج طويلة الأمد وهناك حاجة للطاقة مع النمو الحاصل، كما أن معظم الدول تقتصر على المشاريع الحكومية في مجال إنتاج الطاقة.
أسواق شرق آسيا هي من الأسواق الواعدة والتي تشهد نموا متزايدا على مجال الطاقة، فعندما نتكلم عن جنوب شرق آسيا فإننا نتكلم عن دول مثل «إندونيسيا، ماليزيا، تايلند، الفلبين، وفيتنام»، وهي كلها دول تشهد نمواً اقتصادياً قوياً، لديها القدرة المالية، حاجة متزايدة للطاقة، وكذلك الاستقرار السياسي.
بالإضافة إلى أن سوق الطاقة هناك مبني على أساس منتج الطاقة المستقل ومن خلال اتفاقيات شراء إنتاج محكومة بقوانين وتشريعات تشجع على الاستثمار في هذا المجال.
اجتماع هذه العوامل في أي دولة، يوفر مناخاً استثمارياً إيجابياً مما يجعل منها محط أنظار للمستثمرين العالميين.

** كم يبلغ إجمالي استثمارات نبراس؟

تقارب أصول استثمارات نبراس للطاقة حالياً الستة مليارات ريال موزعة على مشاريعها في كل من جمهورية إندونيسيا، سلطنة عمان، والمملكة الأردنية الهاشمية.

الطاقة المتجددة

** سعادة وزير الطاقة والصناعة أعلن عن خطط لإنشاء مشروعات تعتمد على الطاقة المتجددة لتقليل تكاليف الإنتاج محلياً.. إلى أي حد يمكن أن يساهم ذلك في تقليل التكاليف؟ وهل سيتم التنسيق للاستفادة من المشروعات الخارجية في تدريب وإثقال القائمين على المشروعات المحلية بالخبرة؟

الدخول في مجال الطاقة المتجددة له أكثر من بُعد، أهمها أنها تنتج طاقة صديقة للبيئة.
الغاز متوفر لدينا في قطر لكن ليس من الضروري استهلاكه محالياً، حيث يمكن بيعه في السوق العالمي والاستفادة من قيمته المادية في مشاريع تنموية أخرى والتركيز على إنتاج الطاقة عبر الموارد المتجددة، خاصة أن التطور في مجال الطاقة المتجددة وانخفاض تكلفة الإنتاج التي تقدر بنسبة تزيد على 75% مقارنة بأسعارها قبل ثلاث سنوات شكّل فرصة جيدة لذلك.
ومحلياً مشروع سراج للطاقة سيكون بداية مشاريع قطر وهي خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى في هذا المجال.
بالطبع سيتم التنسيق مع القائمين على مشاريع الطاقة المتجددة في الدولة لتبادل الخبرات وتطوير الخبرات المحلية في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة.

رأس المال

** هل تعتمد نبراس للطاقة على تمويل مشاريعها ذاتياً أم عن طريق البنوك؟

رأس مال الشركة ليس بالقليل لكن بالنسبة لتطلعات شركة نبراس فهو ليس مبلغاً كبيرا، حيث إنَّ طبيعة الاستثمار في مشاريع توليد الكهرباء وتحلية المياه يعتبر مكلفاّ ويتم على مدى طويل الأجل يتراوح من 15 إلى 25 سنة.
لذلك يتم تمويل المشاريع من خلال السيولة النقدية المتوفرة لدى الشركة والاقتراض من بعض البنوك التجارية ليجعل الشركة قادرة على تقديم أسعار منافسة.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أننا في نبراس للطاقة دائما نستثمر في مشاريع بقروض مدروسة بعناية ولا تؤثر على التصنيف الائتماني للشركة.

** ما هي أبرز مشاكل التمويل التي تواجهونها؟

أهم هذه المشاكل هي التنافسية العالية المتواجدة في أسواق الطاقة العالمية المختلفة، مما يجعل البنوك الممولة تختار بعناية الشركات التي سوف تقوم بدعمها لضمان قدرتها على تنفيذ المشروع بالشكل الصحيح وبالتالي تحقيق العائدات المتوقعة.
تحدٍّ آخر يواجه عملية التمويل هو أنَّ عملة الدفع تختلف من دولة لأخرى، لذلك فإنَّ مخاطر سعر صرف العملات وتحويلها إلى ريال قطري أو دولار أمريكي يضيف تكلفة إضافية على قيمة التمويل.
كذلك توجه بعض أسواق الطاقة إلى سياسة السوق المفتوح لبيع الكهرباء مع عدم وجود ضمانات لشراء الكهرباء المولدة، مما يجعل البنوك الممولة تطلب ضمانات إضافية عدة.
لكن ما حققناه من إنجازات خلال الأعوام الماضية أعطى انطباعا ممتازا عن مركز الشركة المالي لدى البنوك المحلية والعالمية وقد انعكس ذلك على التمويل الذي حصلنا عليه بأسعار جداً تنافسية.

الأرباح المتوقعة

** رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء والماء فهد بن حمد المهندي توقع خلال نقاش الجمعية العمومية للشركة أن تسهم «نبراس» في 40% من أرباح الكهرباء والماء على مدار الخمسة عشر عاماً القادمة.. كيف ترى ذلك؟

تمتلك شركة الكهرباء والماء القطرية 60% من رأس مال شركة نبراس للطاقة، لذلك فعند مقارنة حجم الاستثمارات المستهدفة من قبل نبراس للطاقة والعائدات المتوقعة منها والأخذ في عين الاعتبار السوق العالمي المفتوح الذي تستهدفه الشركة، فإن مساهمة نبراس بـ 40% من أرباح شركة الكهرباء والماء القطرية أمر يمكن تحقيقه.

المخاطر

** إفصاحات «الكهرباء والماء» للبورصة تؤكد دائماً على تأثير إيجابي لاستحواذات نبراس على الشركة دون التعليق على أي مخاطر محتملة.. كيف ترى ذلك؟

قبل البدء في أي استثمار، تقوم شركة نبراس للطاقة بعمل دراسات جدوى حول المشروع.
كجزء من هذه الدراسات، وإلى جانب التقييمات الفنية والاقتصادية، تتم مراجعة الوضع السياسي للدولة ومدى استقراره.
من ثمَّ تدخل هذه العوامل في قرار الشركة للبدء في الاستثمار من عدمه.
كما أننا نحاول في مشاريعنا أن تكون مشاريع بيع الكهرباء المولدة فيها مضمون لمدة طويلة، وذلك من خلال توقيع اتفاقيات شراء كهرباء طويلة الأجل يصل بعضها لأكثر من 20 عاماً، وهناك عقود بضمان الحكومات، نستثني هنا طبعاً المخاطر الطبيعية المتعلقة بإدارة وتشغيل المحطة، ليس لدينا أي مخاطر كبيرة.

** لكن ألا يرتبط دخول الأسواق العالمية والإقليمية بمخاطر تتعلق بتغيرات سياسية في الدول محل الاستثمار؟

أتفق معك في هذه الناحية، ولكن سياسة نبراس للطاقة التي وضعها لها مجلس إدارتها هو تفادي الاستثمار في دول النزاعات أو تلك التي تعتريها اضطرابات أو أوضاع جيوسياسية غير مستقرة واستهداف الأسواق التي تتمتع دولها باستقرار سياسي.
كما قام مجلس الإدارة بتشكيل لجنة استثمار لتقوم بدراسة المشاريع المقترحة بعناية من جميع الجوانب، ومن ثمَّ رفع توصيتها لمجلس الإدارة للتصديق على المشروع المقترح والموافقة عليه.

infographic-nebras

مصدر