8 بنوك عالمية تمول مشروع توسعة محطة أم الحول

qewc News

شوقي مهدي – جريدة لوسيل

كشف المهندس جمال علي الخلف الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول للطاقة، عن دخول 8 بنوك عالمية في عملية تمويل مشروع توسعة محطة أم الحول للطاقة، والتي تقدر بحوالي 1.6 مليار ريال (444 مليون دولار).

وقال الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول خلال جولة لـ«لوسيل» في مشروع التوسعة الجديدة بالمحطة، إن الشركات المحلية تساهم بشكل كبير في عمليات التوسعة بنسبة تقدر بحوالي 30% من إجمالي مقاولات المشروع، موضحاً أن المشروع حرص على اختيار أفضل الشركات العالمية والمقاولين.

وكشف المهندس الخلف عن خطة بالشركة لزيادة نسبة التقطير بالمشروع للوصول لحوالي 25% من الكوادر البشرية خلال السنوات الخمسة المقبلة.

وقال المهندس جمال علي الخلف الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول للطاقة، إن مراحل تطوير المشروع تعتبر إنجازاً كبيراً في عرف من يعملون في هذا المجال لأنه ومنذ بداية المشروع وحتى أول إنتاج استغرق ما بين 13 أو 14 شهراً، وهو وقت قياسي، خاصة إذا علمنا أن عملية بناء منازل تستمر أحياناً لسنتين، بينما إنجاز المحطة بهذه السرعة يتم فقط في الدول الصناعية الكبرى التي تتوفر فيها بنية تحتية جيدة وجميع المواد الخام والطرق وغيرها.

وأضاف: وضعنا التزاما علينا بأن أي تأخير يحدث يجب أن يكون هناك جزاءات، خاصة وأن الشروط التي تضعها الدولة عالية جداً بالتالي حاولنا إنجاز المشروع في الوقت المناسب وتجنب العقوبات التي تفرض بسبب تأخير المشروع.

وأوضح المهندس جمال الخلف أن أحد أسباب نجاح أعمال المقاولات في المشروع هو التعاون الذي كان قائما بيننا والمقاول، ومنذ البداية أخبرناهم برغبتنا الأكيدة في التعاون، لأنه في مثل هذه المشاريع يترك المقاولون للاستشاريين مما يضع الطرفين تحت الضغط ولكن نحن كنا مع المقاول خطوة بخطوة ونحاول إيجاد حلول لمشاكله.

مقترح التوسعة

وتابع المهندس الخلف «بعد انتهاء المشروع بثلاثة أشهر اتصل بي رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء مستفسراً عن إمكانية التوسع في المحطة وأخبرته على الفور بالإيجاب وإمكانية التوسع في المشروع، وطلب منا اقتراحا بتوسعة المشروع». وأضاف: كان هناك اقتراح في العقد الأولي بالتوسعة إلى 15 و20 مليون جالون في اليوم من المياه وبعد الدراسة مع الشباب في المحطة اقترحوا بأن يتوسع المشروع لإنتاج طاقة إضافية تقدر بحوالي 61.5 مليون جالون في اليوم حتى نوفر المخزون الكافي للدولة من المياه، ومن ثم بدأت مرحلة النقاش الفني والتكلفة المالية للمشروع وتمت الموافقة على التوسعة بعد مناقشة الدراسة.

تمويل المشروع

ونوه إلى أنه بعد انتهاء الدراسة قدمنا الدراسة للتمويل واخترنا نفس البنوك التي قامت بتمويل محطة أم الحول في البداية لتكون هي البنوك التي تمول توسعة المحطة، كما وقعنا على اتفاقية بيع وشراء المياه في حضور سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة والسيد فهد بن حمد المهندي رئيس مجلس إدارة شركة أم الحول للطاقة، ومن ثم بدأنا على الفور العمل في مشروع التوسعة، بسعة إجمالية 61.5 مليون جالون من المياه يومياً.

وقال الخلف إن التكلفة الإجمالية لتوسعة المحطة بلغت 444 مليون دولار بما يعادل 1.6 مليار ريال، وتم التمويل من خلال 7 بنوك يابانية وبنك ألماني ومن أهم هذه المؤسسات هو بنك التعاون الدولي الياباني والبنك الزراعي الياباني. وحالياً نحن في انتظار الموافقات البيئية من وزارة البلدية والبيئة للموافقة على التصور الخاص بالأثر البيئي للمحطة، وحالياً بدأنا بعض الأعمال الهندسية في موقع المشروع منذ شهر يونيو الماضي وخلال هذه الفترة قمنا بترسية العقود لأغلب المواد الرئيسية منها المرشحات والأعمال الحديدية والأجهزة الكهربائية والمحولات الكهربائية بما يعادل حوالي 95% من مواد المشروع تمت ترسيتها.

مقاولون عالميون

وحول تنوع المقاولين في المشروع قال المهندس الخلف إن مقاولي المرشحات من ألمانيا، وتقنية التناضح العكسي يابانية والمحولات كورية والهدف من هذا التنوع هو التركيز على الجودة في اختيار المقاولين بمختلف المجالات، وذلك لأننا بصدد محطة لعشرات السنين القادمة مما يحتم علينا اختيار أفضل ما بالأسواق العالمية من تكنولوجيا حتى لا يواجه الجيل الذي يأتي بعدنا أي تحديات ومشاكل في إدارة هذا المشروع الإستراتيجي.

أعمال هندسية

أما فيما يخص الأعمال الهندسية، فقال المهندس الخلف إن أغلب الأعمال الهندسية ستكون لصالح الشركات والمقاولين المحليين وهناك أعمال وصلت قيمتها لحوالي 600 مليون ريال، كما تشارك في المشروع شركات أخرى مثل شركة الخليج للمشاريع وحمد بن خالد للمشاريع بالإضافة إلى شركة ديباج للهندسة، كما تقوم شركة قطر للصناعات التحويلية بأعمال الأنابيب والألياف الزجاجية وغيرها من الشركات المحلية الأخرى.

وبالمحصلة فإن إجمالي عقود الشركات المحلية في توسعة محطة أم الحول بلغت حوالي 30% من إجمالي عقود المشروع، والهدف من دخول هذه الشركات للمشروع هو فتح الباب أمامها لاكتساب خبرة والمساهمة في المشاريع الإستراتيجية، وهناك العديد من الشركات الكبرى في قطاع المقاولات في قطر ولكنها لديها خبرة في قطاع معين مثل العقارات والآن بعد تنفيذ مشروع المحطة أصبح لديها خبرة في هذا المجال واستمرت معنا حالياً في التوسعة، وحالياً حتى المقاول الرئيسي بدأ يثق في الشركات القطرية. ونحن ندعم التوجه العام ونفتح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة في بناء المشاريع الكبرى ولتلعب دوراً مهماً بما لا يخل بشروطنا ومواصفاتنا ومعاييرنا في هذه المشاريع.

مهندسون قطريون شباب يديرون مشروع توسعة المحطة
قال المهندس جمال علي الخلف الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول للطاقة إن مشروع محطة أم الحول للطاقة كان بمثابة تحدٍّ كبير بالنسبة لنا وبدأنا بفريق صغير جداً وحرصنا على استفادة الخبرات المحلية من المشروع وحتى في فعالية تدشين المشروع حرصنا على حضور المهندسين الشباب لتدشين المحطة.

وبعد أن تمت الموافقة على مشروع التوسعة قمت بتسليم المشروع لشباب مهندسين قطريين لإدارة المشروع وكسب المزيد من الخبرات في هذا المشروع، ونحن نقف خلفهم وندعمهم.

وحول أداء محطة أم الحول منذ افتتاحها قال المهندس الخلف إن المحطة الآن في بداية تشغيلها (في فترة الضمان لمدة سنتين) وخلال هذه الفترة نحاول تشغيل المشروع بأقصي طاقة حتى نكتشف إن كان هناك أي مشاكل لتفاديها مستقبلاً بعد فترة الضمان وحالياً لا توجد مشاكل كبيرة في المشروع.

وأضاف الرئيس التنفيذي أن فترة الصيف الحالية تشهد طلباً كبيرا على الطاقة في قطر، ووفقاً لآخر الإحصاءات سجل يوم الإثنين 2 سبتمبر أعلى معدل حمل في قطر هذا الصيف والذي وصل إلى 8475 ميجاواط.

ونوه الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول أن المحطة تسعى لزيادة الخبرات القطرية العاملة بالمحطة خلال السنوات المقبلة عبر خطة توطين تستهدف 25% من إجمالي الكوادر البشرية خلال السنوات الخمس المقبلة.

وكشف عن وجود لجنة تقطير رئيسية تتبع لكل المحطات في قطر برئاسة السيد فهد حمد المهندي، رئيس مجلس الإدارة وخلال الخمس سنوات المقبلة سيتم تطبيق خطة التوطين من 2020 الى 2025 بحوالي 25%.

وقال إن المحطة حالياً تستخدم أحدث تكنولوجيا موجودة في السوق وهي أحدث محطة في الخليج حالياً ونستخدم تكنولوجيا التناضح العكسي، وهي نفس التكنولوجيا التي تستخدم في مشروع التوسعة. كما أن المحطة تنتج المياه عن طريق استخدام نوعين من التقنية وهي التقنية الحرارية والتناضح العكسي، فإذا كان هناك خلل مثلاً في إمدادات الغاز لتوليد المياه لأي سبب كان نستطيع إنتاج المياه بواسطة الطريقة الحرارية أو الطريقة الهجين وهذا بدورة يوفر الطاقة.

م. الصديقي: 100% من مواد البناء المستخدمة بالتوسعة محلية
قال المهندس خالد عبيد الصديقي مدير مشروع التوسعة الجديدة بمحطة أم الحول للطاقة إن مشروع التوسعة تم بناء على دراسة مسبقة لمعرفة حجم الزيادة في إنتاج المياه خلال سنتين، وقدمنا هذه الدراسة التي توضح إمكانية توسعة المشروع لينتج مياه إضافية تقدر بحوالي 61 مليون جالون في اليوم، وبحمد الله أخذنا المشروع وبدأنا في التنفيذ وحالياً نحن في مرحلة البناء.

وقال مدير مشروع التوسعة لـ”لوسيل” إن نسبة تنفيذ خطط توسعة أم الحول وصلت حالياً 20% من تنفيذ المشروع خلال أشهر معدودة، تم خلالها تجهيز أساس المحطة.

وبين المهندس الصديقي أن المشروع يتكون من مرحلتين، ستنتهي المرحلة الأولى لإنتاج المياة في 1 فبراير 2021 بقدرة إنتاجية 30 مليون جالون يومياً والمرحلة الثانية لإنتاج المياة في 1 أبريل 2021 بقدرة إنتاجية 31.45 مليون جالون يومياً. مشيراً إلى أن نسبة التقدم بالمشروع 7%. وبانتهاء مشروع التوسعة نتوقع أن تساهم المحطة بحوالي 35% الى 40% من حاجة الدولة للمياه.

اكتسب هذا المشروع أهمية خاصة تكمن من خلال إنتاجيته وخصائصه، حيث يتميز بإنتاج المياه المحلاة بطريقة التناضح العكسي، من خلال إنتاج المياه بمعزل عن إنتاج الكهرباء. مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود إلى مستويات تقارب أكثر من نصف الكميات التي يتم استهلاكها في المحطات والمشاريع الأخرى.

البيئة البحرية

وأوضح المهندس خالد الصديقي أن المشروع يتبنى المحافظة على البيئة والحياة البحرية وذلك وفقاً لدراسات قدمت بالتعاون مع الجهات المختصة وتم تقديمها لوزارة البلدية والبيئة وحالياً قمنا بتسليم أول دراسة بيئية لوزارة البلدية والبيئة وفي انتظار ردهم على الدراسة. وأحدى دلائل محافظة المحطة على البيئة هو أنها لا تحتوي على أي انبعاثات غازية وإنما يتم إنتاج المياه عن طريق الكهرباء من الشبكة، وأضاف مدير المشروع: هذه الطريقة كأنك تقوم باستخدام فلتر مياه ولكن بشكل أكبر فقط عن طريق تشغيل المضخات بالكهرباء وعبر الفلاتر يتم إنتاج المياه وهي تكنولوجيا التناضح العكسي، وهي التكنولوجيا الدارجة في الخليج بشكل عام.

وأضاف أن إحدى مميزات المشروع أنه لا يحتاج لخزانات إضافية، لأن الدولة أصلاً لديها خزانات ويمكن ضخ المياه في الشبكة وتخزينها في الخزانات الإستراتيجية لدى كهرماء وهذا بدوره يساعد بشكل كبير في تقليل التكلفة، وهذه الخزانات تستطيع استيعاب الإنتاج الإضافي بعد التوسعة والذي يبلغ 61.5 مليون جالون من المياه في اليوم.

مقاولون قطريون

أكد المهندس الصديقي أن توسعة محطة أم الحول فتحت الفرصة أمام المقاولين المحليين للمشاركة في إنجاز هذا المشروع مثل شركة الخليج للمشاريع وحمد بن خالد للمشاريع بالإضافة إلى شركة ديباج للهندسة. منوهاً إلى أن مشروع التوسعة يستخدم مواد محلية في أعمال الإنشاءات بنسبة 100% ولم يحتَج لأن يقوم باستيراد مواد بناء من الخارج. والسوق المحلي قادر على تلبية احتياجات أعمال البناء في مشروع التوسعة.

وحول الخبرات الموجودة بالمشروع، أضاف المهندس الصديقي أن المهندسين العاملين بالمشروع اكتسبوا بالفعل خبرات إضافية منذ بداية مشروع محطة أم الحول وهم الذين نفذوا المحطة ويقومون حالياً بتنفيذ التوسعة في المحطة وأصبحت لديهم المعرفة والخبرة الكافية، كما نحاول حالياً توظيف الكوادر القطرية حتى نساهم في تطوير الكوادر المحلية. ويلزم عقد المحطة أن يقوم مشغل المحطة بتوظيف كوادر قطرية في مرحلة التشغيل، وفي مرحلة الإنشاء حالياً يعمل العديد من المهندسين القطريين.

وأوضح مدير المشروع أن هناك العديد من أوجه التعاون مع المؤسسات القطرية التي من خلالها يوفر المشروع فرصاً لتدريب للكوادر القطرية. ولدينا تعاون وثيق مع جامعة قطر ونساعدهم في عمل الدراسات وهناك تدريب للطلاب الذين هم في آخر سنة تدريب ميداني، بالإضافة لتدريب كوادر المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء وبعض طلاب المدارس يأتون للتدريب في فترة الصيف.

إجراءات السلامة

وقال مدير المشروع إن عدد العاملين بالمشروع وصل إلى 1,103 موظفين ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تحقيق 717,203 ساعات عمل دون إصابات أو وقت ضائع بدافع الإصابة. ونحن نعتبر أن سلامة الموظف هي أولوية قبل كل شيء، ونتبع معايير صارمة في تطبيق إجراءات السلامة، علماً بأن توسعه أم الحول على مساحة 160000 متر مربع من خلال تمويل 7 بنوك يابانية وبنك ألماني. وقد بلغت تكلفة التوسعه 444 مليون دولار.

وحول التحديات التي تواجههم خلال توسعة المشروع يقول المهندس الصديقي، إن هناك بعض التحديات في المشروع متمثلة في موافقات بيئية خاصة وأن المشروع تم بواسطة مؤسسات مالية أجنبية، وكان التحدي بسبب التوقيت الزمني الذي يمكن أن يؤثر على المشروع ولكن الحمد لله وجدنا تعاوناً كبيراً.