قطر تبدأ رحلة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية

qewc News

طرح مناقصة المشروع منتصف العام الجاري بتكلفة 500 مليون دولار

قطر تبدأ رحلة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية

بدء العمل في تنفيذ المشروع 2021
700 ميجاوات سقف الإنتاج المستهدف.. و1000 ميجاوات القدرة الإنتاجية للمحطة
900 مليار دولار سنوياً معدل استثمارات الطاقة الشمسية بنهاية 2030

يعزز توسع دولة قطر في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية خارجياً من فرص بدء مشروع قوي للطاقة البديلة يحقق عوائد استثمارية جيدة على المدى البعيد، ومن المنتظر أن تعلن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” مناقصة لمشروع الطاقة الشمسية منتصف العام الحالي، وتتولى عمليات إنتاج وتوزيع الكهرباء من الطاقة الشمسية، عقب صدور المرسوم الأميري رقم 5 لسنة 2018 بتخصيص بعض الأراضي للمؤسسة العامة القطرية لكهرباء والماء لإقامة محطة إنتاج كهرباء وماء عليها.
يأتي ذلك في إطار بدء إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية محلياً، لتحقيق جدوى اقتصادية على المدى البعيد، وفي إطار الاهتمام بالبيئة، والحفاظ على المصادر الناضبة من الطاقة. ويقدر حجم الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بنحو 300 مليار دولار وفقا لأحدث الاحصاءات، بزيادة خمسة أضعاف عما كانت عليه في 2004، وفق تقرير أصدرته عن وكالة الطاقة المتجددة «آيرينا»، ومن المتوقع ارتفاع الاستثمارات لتبلغ نحو 900 مليار دولار سنوياً حتى 2030.
وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة إن قطر تصدر الغاز الطبيعي المسال للعديد من دول العالم ورغم ذلك نحن نهتم بشكل قوي بالبيئة ولذلك عملنا علي تنويع الطاقة في قطر والمضي قدماً في العديد من المشروعات الكبري المتعلقة بالطاقة الشمسية. وأضاف، الدكتور السادة أن العديد من الدول ستتخذ نفس مسار قطر بإيجاد خليط من الطاقة من أجل إعادة التوازن للسوق.
وبين الدكتور السادة أن الموارد الطبيعية بالإضافة لكونها نعمة، هي أيضاً مسؤولية تجاه المجتمع الكبير في العالم، وفي هذا الإطار تسعى قطر إلى لعب دور إيجابي، وهذا هو الواقع من خلال استثمارات قطر في هذا الاتجاه في الوقت الذي كانت فيه الأسعار تمر بفترة عصيبة، ومازالنا مستمرين بالاستثمار في هذا الاتجاه وهي جزء من مسؤوليتنا.
وأكد وزير الطاقة والصناعة خلال كلمته في منتدى دافوس، أن قطر تعتبر التنويع ضرورة، وبدأت رحلتها في هذا الاتجاه حيث تعمل علي تنويع اقتصادها وخدماتها، وهناك العديد من مشاريع البنية التحتية تجري في الدولة، ويجب علينا أن نمضي في هذا الاتجاه بشكل أكبر وبالفعل بدأنا الرحلة في هذا الطريق.
وأضاف أنه قبل 5 سنوات فان نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي كان من قطاع الهيدروكربون و40% من بقية القطاعات، والآن الأمر انقلب تماماً، فنحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي من القطاعات الأخرى، فيما يمثل قطاع الهيدروكربون نحو 30%، وما زالنا مستمرين.
واعتبر الدكتور السادة أن الطاقة تعد سلعة استراتيجية وان كان لديها جانب تجاري، ويجب أن ننظر إليها من هذا المنظور ويحتاجها الناس، ولدينا مسؤولية بأن نجعل الطاقة في متناول اليد، وكما ذكر الخبراء فان الانخفاض في الطاقة بنحو 50% خلال سنتين على التوالي يلقي بظلاله على هذه الصناعة”.
من ناحية أخرى قال رئيس المؤسّسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» المهندس عيسى بن هلال الكوارى إن تنفيذ خطط للاعتماد على الطاقة البديلة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، مدللا على ذلك ببدء العمل على إنشاء أوّل محطة للطاقة الشمسية، ومنوهاً بطرح المشروع منتصف العام الحالي ليبدأ العمل في 2021.
وأكد المدير العام والعضو المنتدب لشركة الكهرباء والماء القطرية فهد بن حمد المهندي إنه تم تخصيص أرض لإقامة مشروع محطة الطاقة الشمسية لإنتاج من 500 إلى 700 ميجاوات من الكهرباء، وأنه سيتم منتصف العام الحالي طرح المناقصة لإنجاز مرحلته الأولى خلال 18 شهرا، ثم تشغيل المرحلة الأولي مع نهاية عام 2019، قبل الموعد المحدد، ومع منتصف عام 2020 ستعمل المحطة بكامل طاقتها.
وأضاف أن الاستثمار في الطاقة الشمسية من أهداف قطر فضلا عن أنه يكتسب أهمية عالمية، حيث باتت التكنولوجيا المتوفرة للاستفادة من هذا القطاع متوفرة وبأسعار مناسبة. وتبلغ كلفة المشروع 500 مليون دولار، بينما تبلغ القدرة الإنتاجية 1000ميجاوات

.خالد جولو: 75 % انخفاض تكلفة الإنتاج

تستهدف شركة نبراس للطاقة التابعة لشركة الكهرباء والماء القطرية أن تستحوذ الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة على 30% من إجمالي الطاقة المنتجة، وقال الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة المهندس خالد محمد جولو إن النسبة المستهدفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية حوالي 10% من إجمالي استثمارات نبراس للطاقة، وبدأت نبراس بالفعل استثماراتها في هذا القطاع ونأمل الوصول لهدفنا في أسرع وقت.
وأضاف لـ “لوسيل” أن نبراس للطاقة مع شركائها وقعت اتفاقية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لبناء محطة لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في المملكة الأردنية، كذلك نقوم حالياً بالإعداد للمشاركة بأكثر من مشروع لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة حول العالم.
وفيما يتعلق بإنتاج الطاقة محلياً أكد جولو أن الدخول في مجال الطاقة المتجددة له أكثر من بُعد، أهمها أنها تنتج طاقة صديقة للبيئة، وتابع الجولو: على الرغم من أن الغاز متوفر لدينا في قطر، لكن ليس من الضروري استهلاكه محلياً، حيث يمكن بيعه في السوق العالمي والاستفادة من قيمته المادية في مشاريع تنموية أخرى والتركيز على إنتاج الطاقة عبر الموارد المتجددة، خاصة أن التطور في مجال الطاقة المتجددة وانخفاض تكلفة الإنتاج التي تقدر بنسبة تزيد على 75% مقارنة بأسعارها قبل ثلاث سنوات شكّل فرصة جيدة لذلك، مشيراً إلى أن مشروع سراج للطاقة سيكون بداية مشاريع قطر وهي خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى في هذا المجال.
وأكد جولو أنه سيتم التنسيق مع القائمين على مشاريع الطاقة المتجددة في الدولة لتبادل الخبرات وتطوير الخبرات المحلية في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة.
ومؤخراً أعلنت نبراس للطاقة بأنَّ تحالفا يتكون من شركة نبراس وشركة إيه إي إس الأردن وشركة ميتسوي اليابانية قام بتوقيع اتفاقية تمويل لتطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 52 ميجاوات في شرق العاصمة الأردنية عمّان، وتمَّ إنجاز عملية الإقفال المالي.
وسيقوم المشروع ببيع الكهرباء المولدة إلى شركة الكهرباء الوطنية الأردنية بموجب اتفاقية شراء لمدة 20 عاما والتي تم توقيعها في أبريل 2017م. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 50 مليون دولار أمريكي ومن المتوقع أن يتم التشغيل التجاري للمشروع في عام 2019.

 

solar-2018

أحمد الجولو: الابتعاد عن الموارد الناضبة لإنتاج الكهرباء

أكد رئيس جمعية المهندسين القطريين ورئيس اتحاد المهندسين العرب، المهندس أحمد جاسم الجولو ضرورة دراسة الطرق البديلة لانتاج الكهرباء والماء عبر الطاقة المتجددة والابتعاد عن الإنتاج من الموارد الناضبة غير المستدامة، وتوفيرها للأجيال القادمة. وقال الجولو لـ “لوسيل” الاتجاه إلى إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية هو الاتجاه الأفضل، والدولة تسير في هذا الاتجاه.
وحول ارتفاع تكلفة إنشاء محطات لإنتاج الكهرباء والماء من خلال الطاقة الشمسية أكد الجولو أن تكلفة إنشاء أدوات ومستلزمات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية انخفضت حالياً مع المنافسة الحاصلة في العالم بين الشركات، مشيراً إلى أهمية الابتعاد عن إنتاج الكهرباء والماء من المواد الناضبة غير المستدامة، وتوفيرها للأجيال القادمة.
وعلى صعيد مبادرات القطاع الخاص في إطار إنتاج الكهرباء وتحلية المياه عبر الطاقة الشمسية أطلقت شركة «مونسون» الشهر الحالي المشروع التجريبي الأول من نوعه في قطر، وهو محطة تحلية المياه بالتناضح العكسي عن طريق الطاقة الشمسية.

بدر الإسماعيل: عوائد جيدة للمشاريع على المدى البعيد

قال الدكتور بدر عبدالله رجب الاسماعيل، رئيس قسم الإدارة والتسويق بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، إن القيمة الاقتصادية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية تظهر على المدى البعيد، متوقعاً أن تسجل هذه المشاريع عوائد جيدة في المستقبل.
وأشار إلى ان الأهمية تبرز في الاستثمار على المدى البعيد بالإضافة إلى جانب المسؤولية المجتمعية في المحافظة على البيئة والموارد الناضبة، وحقوق الأجيال القادمة.
وأضاف الإسماعيل لـ “لوسيل” أنه على الرغم من اعتماد قطر بشكل أكبر على الغاز في إنتاج الكهرباء، لكن توجهها للطاقة الشمسية ضروري، وهي أوائل الدول التي بدأت تفكر في هذه الطريقة.
وبين أن استثمار الطاقة لا سيما وأنها متوفرة في قطر بشكل كبير وطوال العام، في إشارة إلى أشعة الشمس.
وحول ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج أكد أن مستلزمات الإنتاج عبارة عن تكنولوجيا جديدة وبالتالي مرتفعة الثمن في البداية ستكلف الدولة الكثير، لكنها ستنخفض تدريجياً، مشيراً إلى ضرورة دراسة كلفة الصيانة لهذه المستلزمات على المدى القصير، مع مراعاة طريقة انتاج هذه المشاريع مع المتغيرات الجوية، ونوه إلى إمكانية وجود إنتاج محلي لبعض مستلزمات الإنتاج على المدى البعيد.

“الوكرة للعائلات” وفرت 92 كيلو واط يوميًا

قررت إدارة الحدائق العامة ممثلة في وزارة البلدية والبيئة مطلع عام 2016 تعميم تجربة استخدام الطاقة الشمسية في إنارة شاطئ الوكرة للعائلات على كافة الحدائق والمتنزهات العامة في الدولة، ليدعم التوجهات الرسمية التي تهدف إلى خفض معدلات الهدر في استهلاك الكهرباء، والحفاظ على البيئة. ويعد تعميم تلك التجربة على الحدائق خطوة جيدة نحو وقف أو الحد من الهدر في استهلاك الطاقة الكهربائية. ومن المقرر أن تستفيد حدائق ومتنزهات كل من بلديات الدوحة والريان وأم صلال والخور والوكرة والظعاين والشمال، من القرار عقب دخوله حيز التنفيذ الفعلي.
ويشير التقرير الإحصائي لعام 2014 الصادر عن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، إلى أن نسبة الزيادة السنوية في إنتاج طاقة الكهرباء بلغت نحو 11.6%.
وبحسب تقارير صادرة عن «كهرماء» أدت تجربة شاطئ الوكرة إلى توفير 9200 واط في الساعة، أي نحو 92 كيلو واط يومياً.

1.68 ميجاوات إنتاج المدينة التعليمية

دشنت مؤسسة قطر مشروعا لأنظمة جديدة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في المدينة التعليمية، وهي قادرة على إنتاج 1,68 ميجاوات من الطاقة، إلى جانب إنشاء مركز لمراقبة الطاقة في مؤسسة قطر.
ومن المقرر أن يصبح المركز، مقرًا حيويًا لإدارة شبكة الطاقة الكهربائية ومراقبة عملية توليد الطاقة الشمسية عبر 15 موقعًا منتشرًا في أرجاء المؤسسة، إلى جانب قيمته الكبرى كمورد حيوي للباحثين والطلاب.
وتقود مؤسسة قطر هذا التوجه الجديد المستدام من خلال مشروعها لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

8000 طن متري من البوليسيليكون سنويا

بدأت شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية الإنتاج من مصنعها الواقع بمنطقة راس لفان الصناعية ذات السعة الإنتاجية 8000 طن متري سنوياً من مادة البوليسيليكون عالية الجودة – والذي يوفر تكنولوجيا شميد السيليكونSST إمكانية إنتاج كل من بولي سيليكون في تقنيات الطاقة الشمسية – كمرحلة اولية بعد الانتهاء من مرحلة البناء والتشييد.
وتعد شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية من كبرى الشركات المنتجة لمادة البوليسيليكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتطمح الشركة إلى توسعة مصنع إنتاج البوليسيليكون في مدينة راس لفان الصناعية لإنتاج ما يعادل 50 ألف طن متري سنوي من مادة البوليسيليكون عالية الجودة، وهو ما يمثل خطوة هامة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في انتاج الطاقة الشمسية.
ويقول الدكتور خالد كليفيخ الهاجري، رئيس مجلس إدارة شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية ومديرها التنفيذي: “إنّ وفرة الأشعة الشمسية في دولة قطر تشير إلى إمكانية الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر مكمل لمصادر الطاقة التقليدية، حيث إن أفضل وقت لتوليد الطاقة الشمسية، وهو في منتصف اليوم، يتسق مع ذروة الطلب على الكهرباء. ويمثل ذلك الأمر فرصة حقيقية تتيح لدولة قطر الاستفادة من هذا المورد من أجل تنويع مصادر الطاقة لدينا وحماية بيئتنا والحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأيضًا لتصبح الدولة رائدة في تطبيقات وتقنيات الطاقة الشمسية المناسبة لمناخنا بشكل مثالي. إنك إذا ما وضعت لوحًا شمسيًا تحت أشعة الشمس في هذه المنطقة، فإنه سينتج في غضون 12 شهرًا الكمية نفسها من الطاقة التي تحتاجها عملية تصنيع هذا اللوح، كما سيستمر في عملية إنتاج الطاقة الشمسية لمدة 25 إلى 30 سنة أخرى.
ويمكن لهذا المصدر من مصادر الطاقة المستدامة أن يؤمن لنا متطلباتنا المتزايدة من الطاقة، وفي الوقت نفسه سيحمي الموارد الطبيعية والبيئة المحلية للأجيال المستقبلية في دولة قطر.

مصدر