افتتاح المشروع بداية 2019.. في جولة لـ لوسيل
خزانات المشروع في شهر أغسطس 2016
«باشرت محطة أم الحول في المنطقة الاقتصادية العمل وسيتم افتتاحها رسميا، في وقت لاحق، وسيرفع هذا المشروع العملاق الطاقة الإنتاجية لقطر من الكهرباء بنحو 30% ومن المياه المحلاة بنحو 40%».. كلمات تابعها العالم من خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في دور الانعقاد السابع والأربعين لمجلس الشورى.
هذه الكلمات التي لفتت الأنظار نحو مشروع محطة أم الحول للطاقة، سلطت الضوء على المشروع العملاق ضمن المشاريع الاستراتيجية.
جريدة «لوسيل» أول جريدة محلية تقوم بجولة في المشروع، عقب كلمة حضرة صاحب السمو، وهي الجولة الثانية لموقع المشروع، بعد مرور 26 شهراً من الجولة الأولى، وسط تطور ملموس حققه المشروع ما بين الجولتين بحجم الإنجاز والتطوير، الذي يقف وراءه أحد أبرز الكوادر الوطنية الرئيس التنفيذي للمشروع المهندس جمال الخلف، ومن خلفه شركة الكهرباء والماء القطرية، والدعم الكبير المقدم من الدولة.
وقال المدير العام العضو المنتدب لشركة الكهرباء والماء القطرية QEWC المهندس فهد بن حمد المهندي إن «ذِكْر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لمحطة “أم الحول للطاقة” ضمن الإنجازات التي حققتها الدولة، وسام كبير على صدورنا»، مضيفاً أن الحصار لم يؤثر على سير الإنشاء للمشروع ولم يرفع التكاليف.
وأضاف المهندس المهندي لـ «لوسيل» أن مدير المشروع وقت الإنشاء هو مدير المحطة بعد إنشائها، أحد الكفاءات القطرية، مؤكداً أن جميع مدراء الشركات التابعة لشركة الكهرباء والماء مواطنون.
واكتملت الأعمال الإنشائية لمشروع محطة أم الحول للطاقة وتم تدشينه وتشغيله، فيما يجري الاستعداد للافتتاح الرسمي للمحطة بداية 2019.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الكلية للمشروع 2520 ميجاوات من الكهرباء و136.5 مليون جالون من المياه المحلاة الصالحة للشرب يوميًا، كما يعتبر من أكبر المشاريع التي أنجزت بالمنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي لمحطة أم الحول للطاقة التابعة لشركة الكهرباء والماء القطرية المهندس جمال الخلف، إن صاحب السمو ركز في خطابه على الحديث عن خطط الدولة لتحقيق الأمن المائي والغذائي وتأمين طاقة كهربائية كافية، كدافع لعجلة التنمية والوفاء بالمتطلبات الصناعية أو الزراعية في المرحلة القادمة.
وأضاف الخلف لـ «لوسيل» أن تكلفة المشروع تقدر بـ 11 مليار ريال، بينما تبلغ التكلفة التراكمية والتدفقات المالية (الاستثمارية) خلال الـ 25 سنة القادمة 66 مليار ريال.
وبين الخلف أن الإنتاج الحالي من الكهرباء يقدر بـ 800 ميجاوات، وذلك لانخفاض الاستهلاك بالتزامن مع انخفاض درجة الحرارة، فيما يبلغ إنتاج المياه حالياً 130 مليون جالون من المياه يومياً.
وأكد الخلف أن ما توفره المحطة من احتياجات الدولة من الكهرباء والمياه سيساهم في تأمين متطلبات النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر ويؤمن متطلبات التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الموقع الإستراتيجي للمشروع جعله قادرا على تغطية وتعويض الفاقد من الشبكة، بالإضافة إلى أن الانبعاثات الغازية في هذه المحطة أقل بالنصف من نظيراتها من محطات التوليد بكفاءة عالية وبشكل صديق للبيئة، حتى إنها توفر 25% من استهلاك الغاز.
ونوه الخلف إلى أن محطة أم الحول للطاقة تؤمن 25% من احتياجات الدولة بالكامل من الكهرباء و30% من احتياجات المياه.
مقاولون قطريون
وحول نسبة المقاولين القطريين في المشروع قال الخلف إن 30% من المقاولين والشركات القائمة على المشروع قطريون دون تغير، موضحاً أن أبرز الشركات هي شركة الجابر وشركات الخزانات سنفلكس المقاول الرئيسي للمقاولات الهندسية وشركة الحسين.
وكشف الخلف أن شركة قطر للصناعات التحويلية أمدت الشروع بأنابيب تبلغ أطوالها 2800 متر تدخل إلى عمق البحر وأخرى بأطوال 1600 متر ترجع من المحطة، وأقطار تتراوح ما بين 4 أمتار و3.5 متر.
توظيف المواطنين
وبين أن مجلس إدارة الشركة وضع خططًا لتوظيف القطريين من الرجال والنساء وتعمل الشركة الآن على خطة خمسية للوصول إلى نسبة توظيف 20% تستمر في الزيادة، إضافة إلى موازنة الرواتب في السلم الوظيفي للمشروع بحيث تكافئ شركات الطاقة العاملة في قطر.
وقال الخلف «فضلاً عن أن المشروع يقوم على أحدث تكنولوجيا نستهدف أيضاً زيادة نسبة توظيف القطريين، ليس فقط في المجال الإداري، ولكن أيضاً في المجال الفني، وهناك العديد من الكفاءات تشغل العديد من الوظائف كمدير العمليات والمدير التجاري والمدير التنفيذي».
ورصدت عدسة «لوسيل» أبرز مواقع المحطة التي شملت مواقع التوربينات الغازية والتوربينات البخارية وخزانات المياه وغرف التحلية بالتناضح العكسي RO وغرفة التحلية المصغرة، ومضخات التوزيع، ومنطقة الأمان ومنطقة الراحة ومستشفى العمال وغرفة التحكم والكهرباء ونقطة تجمع التيار الكهربائي.
منطقة التوربينات
وتتكون منطقة التوربينات من ستة توربينات غازية تتوسطها 4 توربينات بخارية لتشكل عدد 10 توربينات و10 مولدات و10 محولات خاصة بها.
وتبلغ طاقة توربين الغاز نحو 300 ميجاوات ويزن نحو 300 طن متري.
وقال مسؤول بشركة «سيمنز» الألمانية إن إجمالي مبيعات الشركة في قطر في 2015 بلغ نحو 443 مليون يورو ما يعادل 1.8 مليار ريال.
وتعمل التوربينات الغازية على حرق الغاز الطبيعي بداخل غرفة احتراق، ثم تمريرها مباشره من خلال التوربينات التي تدور لتنتج الطاقة الكهربائية.
وتستخدم الطاقة الحرارية لتسخين المياه وإنتاج بخار ماء يُمرر مباشرة خلال التوربينات لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتعمل الغلايات البخارية على الاستفادة من الحرارة الناتجة من توربينات الغاز في تحلية مياه البحر عبر تكنولوجيا التناضح العكسي، بالإضافة إلى توليد الكهرباء أيضاً عبر البخار.
ويعد التوربين الذي شهدت «لوسيل» عمليات إنزاله في أغسطس 2016 هو التوربين السادس بمحطة أم الحول والرابع والعشرين في قطر والألف عالمياً بالنسبة لشركة سيمنز الألمانية المصنعة للتوربين.
ويشار إلى أن الشركة العالمية «سيمنز» احتفلت بإنتاج توربين الغاز رقم 1000 منذ إنتاج المصنع لأول توربين غاز في 1972، وهو التوربين الذي وصل الدوحة للعمل في محطة أم الحول للطاقة.
خزانات المياه
وتعد خزانات المياه الخاصة بالتحلية الأكبر على مستوى دول الخليج والعالم، فلا تماثلها إلا خزانات أستراليا، حيث تستوعب 136 مليون جالون من المياه يومياً وتعد من أكبر الخزانات ذات الضغط المبدئي أسطوانية الشكل، لا توجد فيها عيوب الخزانات العادية التي تكثر فيها التسريبات، وعمرها الافتراضي أكثر من 100 سنة، وتعد الأوفر في الوقت والأكثر أماناً.
الشركاء
ويعد مشروع أم الحول للطاقة مشتركا بين شركة الكهرباء والماء القطرية التي تمتلك 60%، وكي ون للطاقة (مشروع مشترك بين شركة متسوبيشي وجيرا) تمتلك 30%، و5%، لكل من قطر للبترول ومؤسسة قطر.
وتعتبر أم الحول للطاقة جزءا أساسيا في رؤية قطر الوطنية 2030.
موقع متميز
تتميز أم الحول بموقعها الإستراتيجي المحاذي للميناء الجديد إلى الجنوب من مدينة الوكرة وبالقرب من مدينة مسيعيد الصناعية.
تعد هذه المنطقة خياراً مناسباً للشركات التي تتطلب بنى تحتية مصممة وفق أعلى المعايير العالمية، إلى جانب سهولة الوصول إلى الميناء الذي سيكون المنفذ الأبرز لواردات وصادرات الدولة.
كذلك، تبعد أم الحول 20 كيلو متراً فقط عن مطار حمد الدولي ليكون بوابتك الجوية إلى دول مجلس التعاون الخليجي والعالم.
وتعتبر القناة الصناعية من المزايا الفريدة لأم الحول نظراً لموقعها المركزي في قلب المدينة حيث تزود القناة مستخدميها بمنفذ مباشر على الواجهة البحرية.